الشخصية المسرحية [شيلوك] بين شكسبير وباكثير دراسة مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعه الأزهر، كليه الدراسات الإسلامية و العربيه للبنين بدميـاط، الأزهر، دمياط الجديدة

المستخلص

 تدور فكرة هذا البحث حول دراسة شخصية مسرحية ظهرت في المسرح الإنجليزي عند الأديب شكسبير ثم استوحاها الأديب العربي الإسلامي على أحمد باكثير وهي شخصية (شيلوك) وهذا البحث يحاول الوقوف على ملامح الاتفاق والاختلاف بين الأديبين ونظرة كل منهما للشخصية، وكيف وظف كل منهما الشخصية لرؤيته حسب تصوره الديني والثقافي والسياسي.
 وتناول البحث التعريف بمصطلح الشخصية المسرحية، والتعريف بالكاتبين، ثم دراسة أبعاد الشخصية في المسرحيتين، ودراسة آليات وصف الشخصية عندهما
 والبحث في مجمله يسعى إلى الكشف عن قدرة باكثير في إعادة توظيف الشخصية بصورة أكثر حيوية تلائم العصر وأحداثه.
 اتفق كل من الكاتبين في استخدام أبسط ما يمكن استخدامه من الشخصيات، أقصد الشخصيات النمطية التي لا تمثل إلا جانبًا واحدًا من الأخلاق أو الطباع فكاظم الفياض وميخائيل وأخوه كساب وعبد الله الفياض يمثلون الثورة الفلسطينية، و شيلوك وبقية رجاله من الصهاينة يمثلون الوجه القبيح للمحتل، كما اتفقا في استخدام الجانب الطبقي للشخصيات، فقد استخدم شكسبير شخصية السيد (شيلوك) والخادم (لانسلوت) والسيدة (بورشيا) والخادمة (نيربسا) واستخدم باكثير شخصية السيد (كاظم بك الفياض) والخادم (رجب) و(عبد الله الفياض) والخادم (عثمان) وهكذا.
 اتفق كل من الكاتبين في البعد الاجتماعي لشيلوك، من حيث طبيعة الشخصية وعملها، وإن كان باكثير أكثر دقة في اختياره أسماء شخصياته من حيث دلالة الاسم على الشخصية وعلى عملها.
 اختلف الكاتبان في استخدامهما (المنولوج) فقد ورد عند باكثير، ولم يرد عند شكسبير، وكان وروده عند باكثير مرة واحدة، ولعل ذلك راجع لعدم شيوعه في هذا الزمن، أو أن وجوده سيصيب المشاهد بالملل لقلة الحركة التي اعتادها المشاهد على خشبة المسرح.
 البعد الإنساني أقوى عند شكسبير منه عند باكثير؛ لأن شكسبير أثار فينا مشاعر العطف على شيلوك، وأتاح له الفرصة كي يبرر تصرفاته ويدافع عنها وهو يصور لنا آدميًا متعدد الأبعاد، وليس مجرد وحش كاسر بغيض يلعنه الناس.
 البعد الاقتصادي أقوى عند باكثير منه عند شكسبير؛ لأن شيلوك شكسبير كان سلبيًا ينتظر الفرص حتى تتاح له، وبعد ذلك يتم له السيطرة على المجال الاقتصادي، بينما شيلوك باكثير كان إيجابيًا يصنع الفرص – بنفسه – التي تمكنه من إفقار العرب وإثقال كاهلهم بكثرة الديون، ثم يسيطر على أراضيهم وعلى المجال المالي والاقتصادي.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية