القراءات القرآنية فيما تيسر من سورة يونس ــ عليه السلام ــ وأثرها البياني"أربع أيات محل الدراسة، أنموذجًا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأزهر الشريف کلية القرآن الکريم

المستخلص

حاولت الدراسة الكشف عن أَثَر اختلاف القراءات القرآنية في سورة يونس ــ على نبينا وعليه الصلاة والسلام ــ من الناحية البيانية؛ إذ تَطَلَّبَتْ هذه الدراسة بيان معنى كل قراءة بداية، ثم اتِّسَاق معنى كل قراءة في آيِها بِوَجْهٍ؛ ليُعْطِيَان معاً ــ القراءتان ــ إثراءً لمعاني الآية من جهة؛ كذا تأكيدًا للوِحْدَة الموضوعية للسورة من جهة أُخْرَى، ولتحقيق هذا الهدف؛ تَتَبَّعَت الدراسةُ خمس كلمات  من مفردات سورة يونس في أربع آيات قُرِأَتْ كل كلمة على وجهين ــ قراءتين ــ مجمع على تواترهما جميعًا، ومع هذا الاختلاف أَمْكَنَ الجمع بين القراءتين،  فجاءت القراءتان بمعانٍ متَوَافَقَة ومتَّسِقَة في آيها، كذا موطِّئَة للوحدة الموضوعية للسورة بأسرها، وبعد دراسة الآيات الأربع من السورة الكريمة تَوَصَّلَتْ الدراسةُ إلى بعض النتائج التي منها:
ــ أظْهِرِتْ القراءتانِ﴿لَسَاحِرٌ﴾ و﴿لَسِحْرٌ﴾ معاً تخبط المشركين من جانب، وكَذِبِهم وافترائِهم على القرآن، وعلى سيدنا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ.
ــ دَلَّتْ قراءة﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ﴾ بكسر الهمزة مستأنفة؛ لِتَدُلَّ على أَنَّه ــ سبحانه ــ الذي بدأ الخلق لا أحد سواه، ثم جاءت قراءة﴿أَنَّهُ يَبْدَأُ﴾ بفتح الهمزة تعليلاً للقراءة الأولى وتأكيداً لحقيقة الوعد.
ــ كانت قراءة﴿ضِيَاءً﴾ وصفاً حياً واقعياً على انتشار ضوء الشمس وقوة حرارته، ثم جاءت قراءة ﴿ضِئَاءً﴾؛ لتبين للمؤمنين قدرته تعالى على إبدال المخلوقات من حال إلى آخر.
ــ من قرأ بالياء﴿يُفَصِّلُ﴾ فالمعنى: قل يا محمد لقومك الله يفصل البراهين والآيات ويدبر الأمر،ومن قرأ بالنون في قوله تعالى﴿نُفَصِّلُ﴾ فهو إخبار عن فعل اللَّهِ ــ تعالى ــ بلفظ الجماعة؛ على وجه الالتفات من الغيبة إلى المتكلم المعظم نفسه، وغرض الالتفات؛ لفت انتباه السامع.
ــ تكاملت القراءتان:﴿لَقَضَى إِلَيْهمْ أَجَلَهُمْ﴾ و﴿لَقُضِيَ إِلَيْهمْ أَجَلُهُمْ﴾؛ إذ أَكَّدَتْ القراءة الأولى بالبناء للفاعل أَنَّ الله تعالى قضى آجل المخلوقين في وقت محدد لم ولن يَتَغَيَّر أبداً، أما القراءة الأخرى بالبناء لمن لم يُسَمَّ فاعله ففيها معنى السرعة؛ إذ أخذ المفعول حكم الفاعل فارتفع بعد أَنْ كان منصوباً، فوصل الفعل إلى مفعوله مباشرة، فقد أَخَذَ هذا الأمر من الفاعل مسبقاً وَوُضِعَ في كِيَانِه ونِظامِه مسبقاً فإذا جاء وقته المحدد مات من فوره.
ــ كما كشفت الدراسة عُمْقَ الصلة الوثيقة بين القراءات القرآنية من جهة، وعلوم العربية والبلاغة والتفسير من جهة أخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية